بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 20 أغسطس 2011

البعثات الدبلوماسية السودانية ذات رسالة باردة .

بقلم / محمد أحمد منهل محمد
     مدون وناشط سياسي .      

Sudanese as everywhere ترجمتها السودانيين في كل  مكان هذه الجمله سمعتها كثيراً. نعم في كل  مكان  حتى في إسرائيل، . فأينما ذهبت  تجوب أرجاء الأرض فثمة جالية سودانية خرجت من السودان تسبح للعيش الكريم .فمنهم من طردته الحروب ومنهم من طردة التضييق نسبة لراية أو اتجاهه السياسي ومنهم من طرده عدم التقدير واحترام المهنة. عموماً تتعدد  أسباب الخروج من السودان ولكن النتيجة واحده هي حزم الأمتعة وختم  جواز السفر والانتظار في صالة المغادرة بعد مخاض عسير من إجراءات السفر البيروقراطية الطويلة غير المنطقية وبعد جمع المئات من إيصالات  وزارة المالية ومعظمها  لا تتساوي القيمة التي دفعتها مع  القيمة المكتوبة بالأرقام والحروف علي  صفحة الإيصال ( وما تقدر تفك خشمك لانك  داير باي طريقة تتخارج) . وبعد الوصول لأرض المهجر منطق الأمور  يقول إن الهجرة والاغتراب لا تقدم لك العز ولا توفر لك احتياجاتك علي طبق من ذهب . فلها ضريبة وتضحية لابد من دفعها . والهجرة لا تخلو من مشاكل وقضايا سواء  كانت بين السودانيين أنفسهم أو مع أصحاب البلد المضيف . لذلك جاءت فكرة البعثات الدبلوماسية للخارج ، والهدف الأساسي  لها هو تمثيل البلد خير تمثيل والمحافظة علي رعاياها ومواطنيها في الدول التي بعثت إليها  عبر أقسامها المختلفة سواء كانت سفارات أو قنصليات .فطبعا كل البعثات الدبلوماسية الخارجية  لدول العالم الاخري  أنا علي حسب متابعتي  فإنها  تقوم  بدورها كاملا وشاملا ولها احترام كبير لمواطنيها وتسمع لأرائهم وتستقبل شكاويهم وتتابع تظلماتهم عبر إدارتها القانونية . لكن البعثات الدبلوماسية السودانية في كل دول العالم تختلف جدا عن نظيراتها فهي بعثات من اجل جباية المغتربين، وتعتبر البعثات السودانية بنداً للصرف البذخي وذلك بتعاملها مع الميزانيات المفتوحة . وتحصل كل احتياجاتها المادية عن طريق فرض الرسوم علي كل المعاملات التي يحتاجها السودانيين بالخارج  حتى في شهادات الوفاة، وإذن الدفن لابد لك أن تدفع دم قلبك لوليك المتوقي . فاامرك سيكون سهلا جدا إذا كان مقرون بدفع رسوم ماليه لكن إذا كان  الأمر يتطلب خدمات دبلوماسيه من المفترض أن تقوم بها الإدارات المختصة في البعثة الدبلوماسية عبر تنسيقها مع مراسم الدولة المضيفة لها فتعاطيهم مع أمرك سيكون هزيلا وباطل جدا .
            والتاريخ يسجل لهذه التجاوزات بالتفصيل منذ محرقة الزاوية التي مارسها الليبيون علي الشعب السوداني في مدينة الزاوية  التي راح ضحيتها 7000 سوداني في عام 2000  التي طبق فيها الليبيين أبشع  صور المجازر والقتل والسحل والحرق والذبح  ولكن بعثتنا الدبلوماسية هناك كان موقفها جبان جدا وحتى بعد تحرك الحكومة في السودان وذهاب السيد الفريق / عبد الرحيم محمد حسين إلي ليبيا لتقصي الأمر قيل إن الأمر توقف علي التعويضات فقط ، وليس تعويضات لأسر الضحايا (سبحان الله الحكومة تأكلهم حيين وميتين)  والغريب في الأمر إن التصريحات الرسمية من قبل السفارة هناك  كانت تقول إن السودانيين (بتاعين مشاكل ). وأيضا ما زال  المغتربين يعانون مشاكل متواصلة مع كفلائهم وأرباب عملهم في السعودية  في الاقامات ونقل الكفالة والرواتب والأجور.. والسفارة هناك وقنصلياتها لا تهتم بهذه القضايا بل حتى هواتف البعثات لا تستجيب مطلقا إلا بالصدفة أو أيام الانتخابات أو فترة حضور لجنة تقسيم الأراضي التي تُحصًل فيها السفارات  والقنصليات مبالغ طائلة والمحظوظ (تطلع ليهو قطعة ارض) .
           ولا ننسي المشاكل  المتراكمة للطلاب السودانيين بالخارج خاصة في الهند . وما قصة مقتل الطالب ابوعبيدة الذي اغتيل علي يد هندي في قارعة احد  الشوارع الهندية ببعيدة عن الأذهان . والسفارة هناك رفضت الوقوف مع زملاءه حتى في  تكملة إجراءات دفن الجثمان ناهيك عن المطالبة  وتقصي الأمر مع السلطات الهندية من اجل رد حقه كسوداني .وهي كسفارة معنية بمتابعة أمره في مثل هذه الظروف ، وكذلك الطالب السوداني الذي سقط من الطابق الخامس فرفض السفير حتى المساهمة الشخصية مع اتحاد الطلبة السودانيين بالهند  لتكملة إجراءات الدفن . هذا بالإضافة إلي عشرات الطلبة السجناء الآن بالسجون الهندية بتهم ملفقه ومعروفه في الهند ألا وهي الزواج من قاصر وهي حكاية ظلت تمارس في الهند بشكل متواصل تبتز عبرها الأسر الطلبة السودانيين لأخذ أموالهم بقية تزويجهم  وفي نهاية الأمر وبعد العقد يرفضون تسليم الزوجة وعندما يطالب بها زوجها يزورون شهادة ميلاد تثبت إن البنت قاصر .
           وهنا أيضا لا ننسي تصريحات وزير الخارجية  السوداني علي كرتي في بداية  ثورة 17 فبراير في ليبيا الذي قال حينها : ( إن السودانيين يمكن أن يكونوا مرتزقة نظير حفنة من الدولارات  واتهم حركة العدل والمساواة بالقتال مع القذافي وعلي ضوء هذا التصريح حصد الليبيين عشرات الأرواح السودانية با اعتبارهم مرتزقة خاصة في شرق ليبيا ومن النكات الغريبة أن موظف الاستقبال في السفارة السودانية بطرابلس ( أطرش) لا يسمع ولا يتكلم فقط بالإشارة  وأمامه عدد من التلفونات وهذه رمزية واضحة - لعدم الاستماع لكم يا سودانيين – وأنا شخصيا ذهبت لزيارة السفارة هنالك لأني كنت في الجماهيرية الليبية عندما انطلقت شرارة ثورة 17 فبراير 2011 ورأيت بأم عيني كيف للسفارة وطاقمها يتعاملون مع السودانيين في محنتهم . والأمر وصل لدرجة أن بعض النافذين في السفارة قاموا ببيع تذاكر سفر الطيران المجاني للأسر الميسورة الحال عبر الوسطاء.....

          . فطبعا الأمر يختلف بالنسبة للبعثات الدبلوماسية الاخري من غير السودان في دول العالم فمثلا عندما حكمت السلطات السعودية علي خادمة سيرلانكية بالإعدام لأنها  قتلت السيدة التي تعمل معها .أمر الرئيس السيرلانكي   با جلاء كل الخدم والعمالة السيرلانكية من السعودية بحجة أن السلطات السعودية لم تخطره بالأمر . وكذلك عندما دخل العمالة المصريين في  مشاكل الرواتب والأجور والاقامات مع الليبيين . حضرت إلي ليبيا وزير العمل والقوي العاملة المصرية لإعادة النظر في صيغة العقود لضمان حقوق العمالة في السكن والرعاية الصحية .
              واذكر عند زيارة الرئيس عمر البشير إلي الجماهيرية الليبية في 4 أغسطس 2010م وقبل موعد الزيارة بيوم قامت إدارة مباحث الجوازات الليبية بحملة واسعة في وسط السودانيين بحجة أنهم ليست لهم أقامات وقامت السلطات بالقبض عليهم واودعتهم السجون بغرض ترحيلهم للسودان . وقيل لنا إن الرئيس البشير طلب من السلطات الليبية ترحيل السودانيين إلي السودان لان وجودهم في ليبيا يشكل مصدر تغذيه قوي للحركات المسلحة في دارفور (فالسودانيين في السودان ووب وبرا السودان وبين) ، وعمر البشير لسان ناره يطالنا حتى لو خرجنا من اجل أن نعيش حياة كريمة " لكنك يارب تنزع الملك ممن تشاء" فاارينا جلائل قدرتك في من قتلنا وسحلنا وعذبنا وجعلنا ازلاء داخل وخارج وطننا . وعندما اهتمت الحكومة السودانية بإجلاء السودانيين من ليبيا .فعلي متن الباخرة التركية azura  (ازورا) التي تحركت من ميناء طرابلس البحري في يوم الثلاثاء الموافق 12/3/2011 وعلي متنها 900 سوداني من اسر بأطفالها وشباب مهاجر وشيوخ  علي الرغم من الباخرة هي ليست باخرة لنقل الركاب وإنما لحمل السيارات لكن فقط  لان إيجارها كان رخيصا . وعندما وصلت هذه الباخرة إلي ميناء الاسكندريه بعد 72 ساعة كان في استقبالها السفير سرا لختم وأركان حربه وكتيبة أمنه بالإضافة إلي الإعلامي السوداني الإنقاذي بابكر حنين . وطلب الأمن السوداني بقيادة سرا لختم من السلطات المصرية بعدم السماح لأي سوداني بالبقاء في مصر لذلك السلطات المصرية شددت الحراسة علي السودانيين علي الرغم من إن بعض السودانيين  طالبوا السلطات المصرية بأنهم هم أعضاء في حركات معارضة للحكومة وتحمل السلاح ضد الحكومة ودخولهم للسودان فيه خطر عليهم إلا أن السلطات المصرية كانت في تواطؤ تام مع الأمن السوداني.  وتم نقل كل الركاب من ميناء الإسكندرية إلي مدينة أبي سبل وبعد ذلك  أدخلوهم السودان عبر ميناء حلفا القديمة وهناك كانت القوائم جاهزة عند جهاز الأمن وقام بالقبض علي عدد كبير من الشباب السوداني الثائر ، ما زال بعضهم قابع في زنازين الأمن السوداني من دون أي تهم موجهه إليهم . ولعلكم أيضا تتذكرون المذبحة التي نفذها الأمن المصري علي اللاجئين السودانيين في مصر في 30/12/2005م التي راح ضحيتها عشرات السودانيين . وحينها لم تصرح السفارة أي تصريح تجاه الأمر بل قال السيد كمال حسن علي رئيس مكتب المؤتمر الوطني هناك بان الأمر فيه تدخل سياسي من قبل الحركات المسلحة. وأيضا في لبنان/ بيروت  نحو مئة من السودانيين كانوا يقيمون حفلاً خيرياً في منطقة (الأوزاعي) في بيروت يعود ريعه لطفلٍ مصاب بالسرطان حين اقتحمت الحفل قوة مدججة بالأسلحة من الأمن اللبناني انهالوا بالضرب على الحاضرين مع شتائم (عنصرية) من العيار الثقيل  ولم تهتم الحكومة بالأمر واعتبرته جيد في صالحها باعتباره ضغط علي السودانيين الموجودين بلبنان طلبا للهجرة   ...
          .فإذا قلنا نكتب ونرصد ما يحصل في حق الجاليات السودانية  خارج السودان فالأمر يحتاج إلي صحائف وبحور من المداد للكتابة . وأنا اكتفي بهذا القدر ولي كثير من القصص ورصد الشكاوي حول هذا الأمر علي الرغم من إن البعثات الدبلوماسية السودانية الخارجية ما يُصرف عليها في عام يكفي لعلاج الأطفال مرضي السرطان في بلدي السودان . لان هنالك ترهل بامتياز في البعثات الدبلوماسية  كل بعثه دبلوماسيه بها سفير وقنصل ووزير مفوض وملحق عسكري وملحق ثقافي وملحق إداري وضابط جوازات بالإضافة إلي الكتيبة الأمنية التي تهتم بالتلصص علي السودانيين بدقة . وأي واحد من طاقم السفارة المذكورين   تقابله قصور وسيارات وزوجات .... علي الرغم من أن شعب السودان  في المركز و الأقاليم يموت جوعا ولحم الضأن تأكله  الكلاب .

                                             وغداً سنطرد الشؤم،،،،

 مدونة طليعة السودان الحره:www.pioneermanhal.blogspot.com

الخميس، 11 أغسطس 2011

الدولة المدنية في السودان هي الحل .

بقلم/ محمد أحمد منهل .
            أكثر من خمسين عاماً  من الحكم الوطني ومازال السودان يرزح تحت براثن أزمة الحكم ،وأصبحت أزمة الحكم في السودان قضية مقرونة بالسودان متما ذكر السودان وأينما توجهوا  السودانيين فثمة أزمة سببها الحكم . مع أن ألوان الطيف السياسي في السودان علي دراية تامة بان الحل هو الاتفاق علي طريقة بها يحكم السودان ، وهذه الطريقة  تبدو واضحة للعيان وهي الدولة المدنية  التي تستوعب كل التنوع الكائن في السودان (الديني والعرقي والاثني والجهوي والفكري ) التي يكتظ بها السودان  وأزمة الحكم هذه أصبحت في الآونة الأخيرة تظهر إفرازاتها بشكل صارخ وضار كانفصال جنوب السودان ، وتحرك إقليم دارفور نحو الانفصال ،والتهاب الأوضاع الأمنية في جبال النوبة وتفكير أهل شرق السودان في الانفصال .
  
      فلابد من التفكير هذه المرة في تطبيق فكرة الدولة المدنية التي يكون فيها التشريع عبر الإرادة الشعبية الحرة  من خلال المؤسسات التشريعية . ففكرة الدولة المدنية هي حاضرة  في كل مبادي  القوي السياسية السودانية . ما عدا طبعا المؤتمر الوطني المهيمن علي الحكم  وهؤلاء يعتقدون إن الدولة المدنية ما هي إلا عبارة عن دولة علمانية  فطبعا لكي ننتقل من حل هذه الإلغاز فلابد أن  نفرق بين المسميات والمضامين  فالمؤتمر الوطني الآن يدعو ألي دستور إسلامي في شمال السودان . وكعادة أرباب الإسلام السياسي  أصحاب الفكر المتقذم النصوصي عندما تستعصي عليهم أي مسالة أو قضية يردوها إلي نصوص دينية يقدمون بتفسيرها وفهمها علي هواهم ويغبشون بها وعي الناس .فالآن هم يقولون أن ملامح الدستور القادم في دولة شمال السودان هو دستور إسلامي . وقالوا : إن الوثيقة التي قدمها الرسول (ص) إلي أصحابة بالمدينة جاءت بالقران الكريم مصدرا للحكم وارتكزت علي أربعة مبادي هي (العدالة ،الحرية ، الشورى،،المسؤولية) وحددت مصادر للدستور هي (الكتاب ،السنة،قول الصحابة،القياس بالإضافة إلي العرف المقيّد)  وواضح جدا هذه دعوه إلي الدولة الثيوقراطية أو الدولة (الدينية) وهي التي تقوم بالحكم علي الحق الإلهي المطلق حيث يزعم الحاكم انه يحكم نيابة عن الله وانه مفوض منه   ويكسِب فيها الحاكم أحكامه وقوانينه  قداسة إلهية مطلقة .فهذا الاعتقاد المتجزر عندهم تنسفه كثير من الشواهد والدلائل والأقوال . قال الله تعالي : ( وما كان لبشرِ أن يؤتيه الله الكتاب والحُكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباداَ لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون) آل عمران الآية(79)  هذه الآية نسفت فكرة الدولة الدينية وقداسة الحاكم النائب عن الله تعالي . ولقد ضمن القران الكريم لغير المسلمين حرية العقيدة ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) البقرة (256). وقال تعالي: (وقل الحق من ربك فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) الكهف الآية (29) . وكفل الإسلام لهم حرية العبادة وحماية دور عباداتهم ووضع لهم قاعدة المواطنة (لهم  ما لنا  ولهم  ما  علينا ) وقد ثبت ذلك في صحيفة المدنية بين الرسول (ص) واليهود ،قال (ص) : من أذي ذمياً فقد أذاني ومن أذاني كنت خصمه يوم القيامة ).                            طبعاً نعم بالله  وكتابه الكريم  فالقران واضح وسيرة سيدنا محمد (ص) وأحاديثه الشريفة تتجلي بشكل براق للعيان وأصحاب العقول . لكن فَهم الإسلاميين المتعصبين المتطرفين للنصوص الدينية  هو الذي يشكل عقبة أمام دولة مدنية سودانية قوية ودستور دائم يلبي كل التنوع السوداني . لأنهم يعتقدون جوراً  إن في الدولة المدنية ملامح للدولة العلمانية التي تعني فصل الدين عن الدولة مع إنهم هم  أنفسهم الذين عملوا علي تشويه مفاهيم العلمانية بهجومهم غير المنطقي  وخطابهم المقرض الذي يلامس مشاعر الناس ويدغدغ خلايا دينهم . فإذا قلنا إن الدولة  العلمانية هي نوع من أنواع الدولة. كالدولة الدينية والدولة المدنية . وأي واحده من هذه الدولة لها تعريفاتها وأحكامها وأركانها ومبادئها . فلكن المهم أن ننظر إلي المضامين فهل الدولة العلمانية من جانب مضامينها فيها مساس أو انتقاص للدين ؟ .
       أن الدولة العلمانية التي تدعو لها بعض القوي السياسية السودانية هي  بالتأكيد ليست كالدولة العلمانية  القائمة في ألمانيا أو أمريكا أو المملكة المتحدة . باعتبار أن المجتمع السوداني مجتمع يختلف من حيث المكونات. مكوناته الثقافية تختلف  عن تلك المجتمعات .فبتالي علمانيته ستكون من نوع بتوائم مع هذا الواقع
       أورد الأستاذ/ محمد إبراهيم نقد زعيم الحزب الشيوعي السوداني علي صفحات صحيفة الحياة اللندنية في يوم 30 يونيو/حزيران الماضي قال : إن المشهد السياسي في السودان يتلخص في أزمة الحكم وقال : إن حزبه ينادي بالدولة المدنية التي تستند إلي دستور مدني وحقوق الناس والحريات ولا يدعو إلي العلمانية لان هتلر علماني وموسي ليني علماني    انتهي كلام نقد .
    أذن إن الدولة المدنية لا تعني العلمانية بأي حال من الأحوال  فهي دولة القانون  وليست دولة رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء والمجلس الوطني والولاة والمحافظين وإنما  هي دولة تؤسس علي قاعدة الفصل بين السلطات الثلاث والفصل يجب أن يكون بمعناه الحقيقي وليس بمعناه الاعتباري وعندما يكون هنالك فصل بين السلطات الثلاث وهي السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية .فبالتأكيد سنحصل علي دولة مدنية أركانها بشرية الحاكم وعدم قداسته ، والشعب مصدر السلطات ، وحرية الرأي (الشورى أو الديمقراطية بدرجاتها ) والفصل بين السلطات والتمثيل النيابي للشعب وحق المواطنة . و الدولة المدنية بالتأكيد لا يكون فيها أي تمييز بين المواطنين بسبب الاختلاف في الدين أو الجنس أو الخلفية الاجتماعية والجغرافية .
وتكون مؤسساتها وسلطاتها التشريعية
(المجلس التشريعي)، والتنفيذية (الحكومة)، يديرها مدنيون منتخبون يخضعون للمساءلة والمحاسبة، ولا تدار الدولة بواسطة عسكريين أو رجال دين. واستبعاد رجال الدين لا يعني استبعاد المتدينين، ولكن المقصود ألا تجتمع السلطتان السياسية والدينية في قبضة رجل واحد حتى لا يتحول إلى شخص فوق القانون وفوق المحاسبة
مدنية الدولة
تمنع تحويل السياسة إلى صراع حول العقائد الدينية أو الشرائع السماوية، بل تبقيها صراعا سلميا بين رؤى وأفكار وبرامج وقوى ومؤسسات وأشخاص يهدف إلى اختيار الأفضل للدولة والمجتمع. عن طرق
الشفافية، وإمكانية الطرح العلني لجميع الرؤى والأفكار
والبرامج الهادفة لتحقيق الصالح العام في ظل قبول التعددية واحترام الرأي الآخر.
        فالدولة المدنية هي الحل لآفة الفساد ومشكلة النظام الطائفي والدولة المدنية لا تتعارض مع الدين ونحن نريد أن نتجاوز التسميات إلى المضامين أي أن المضمون للفكرة هي قيام الدولة على أساس مدني وعلى دستور بشري أياً كان مصدره وعلى احترام القانون وعلى المساواة وحرية الاعتقاد.
مدونة طليعة السودان الحرة :www.pioneermanhal.blogspot.com

الأحد، 7 أغسطس 2011

تساؤلاتي عن مصير شهداء الإنقاذ في دولة جنوب السودان .

بقلم / محمد أحمد منهل .
·       ما هو الجهاد في الإسلام وما هو الشهيد ؟
·       هل يعتبر من مات من أهل الشمال في القتال الذي دار بين الشمال والجنوب شهيدا في سبيل الله ؟
·       ما هو الفرق بين الجهاد والإرهاب  والاحتلال؟
·       هل بمقدور الجنوبيين أن يُرَحِلوا جثامين الموتى الذين واروا الثري بتراب الجنوب إلي الشمال  ؟
·       هل سيذهب الطيب مصطفي إلي الجنوب إذا سمح له الجنوبيين أن يأتي لأخذ جثمان ابنه ؟.
  مـــــــدخـــــل :

             قال تعالي :( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فان انتهوا فلا عدوان إلا علي الظالمين . هذه الآية دليلاً علي الجهاد في سبيل الله وقال الرسول (ص) : (أُمرتُ أن أُقاتل الناس حتى  يقولوا لا اله إلا  الله)  وهذا أيضا حديث شريف ينص علي الجهاد في سبيل الله . لكن للجهاد أنواع وأحكام وشروط وحالات . للجهاد حالتان فرض كفاية ، وفرض عين .
فرض كفاية : إذا هجم العدو علي بلد من بلاد المسلمين وهو إذا قام به البعض سقط عن الباقيين .
فرض عين :  إذا هجم العدو علي بلد من بلاد المسلمين يكون الجهاد فرض عين علي المسلمين المقيمين في البلدة وكذلك فرض عين علي  المسلمين المقيمين مسافة 80 كيلو متر من البلدة  هذا ما توصل إليه الفقه الإسلامي .
إذن الجهاد بحالتيه فرض الكفاية وفرض العين يكون  إذا هجم العدو علي بلد من بلاد المسلمين والأمر إلي هنا يبدو لي واضحا ًومعقولاً علي الرغم من رائي الشخصي في الجهاد الذي هو موجود الآن عند الجماعات الإسلامية والذي يعني استدرار عطف الشباب بالدين في سبيل الموت شهداء حتى لو كانوا موتهم دفاعا عن حاكم أو عن حزب أو جبهة. قصدتُ من هذه المقدمة لأنني سالت ُ نفسي عدة أسئلة ووجدت الإجابة أمامي حائرة تماماً وبعد تفكير كثير وجدت أن أي إجابة غير منطقية وغير عقلانية لا تتحملها تساؤلاتي مطلقا .
  بعد عشرين سنه من القتال المتواصل بين الحركة الشعبية والجبهة الإسلامية  فقدنا  علي اثر هذا القتال عدد كبير من أبناء الشعب السوداني من الجنوب ومن الشمال ،الحركة الإسلامية أصلت تأصيلا دينيا من اجتهاداتها  أن  كل من مات في جنوب السودان وهو شهيدا وأسست لهؤلاء الشهداء منظمات ومساجد وأعراس وأقامت تشريفا لهم داخليات ومدارس وشوارع ومستشفيات .كداخلية علي عبد الفتاح ومدارس ابوبكر الطيب مصطفي  ومستشفي ماجد كامل .
        ولكني استكشفت من خلال المقدمة أن  الشهيد لا يمكن أن يكون شهيدا وهو غائر وهاجم علي بلد هي ليست بلده ولا بلد أجداده وكذلك هي ليست بلاد مسلمين كحال جنوب السودان .وهذا الفعل قد يأخذ مسميات أخري علي حسب منطق الأمور ،قال الشيخ طنطاوي شيخ الأزهر  رحمة الله ( إن الشريعة الإسلامية تمنع الإرهاب لأنه يروع المدنيين الأبرياء الآمنين دون أي ذنب والإسلام يرفض كل أشكال الاعتداء علي النفس الآمنة البريئة ويري إن من يعتدي علي نفس واحده ويقتلها فكأنما قتل الناس جميعا .وانتهي كلام شيخ طنطاوي .

   علي حسب متابعتي للصراع الذي دار بين الجنوب والشمال في السودان  فا أني  اعرف إن الجنوبيين هم قتلوا دون أي ذنب والإسلام يرفض ذلك بالإضافة إلي أنهم هم أبرياء من حقهم أن يعيشوا غير مسلمين في بلدهم والإسلام يمنع المسلمين أن يهاجموهم .
طيب.... هل يعتبر قتال الجبهة الإسلامية للجنوبيين جهاداً في سبيل الله ؟ أم إرهابا ؟ إذا اقتبسنا مما سبق إن الإرهاب هو ( ترويع الأمنيين وقتل الأبرياء من غير ذنبٍ ارتكبوه. أو إن لم يكن إرهابا هل يعتبر احتلالاً أذا قلنا إن الاحتلال هو حين تمارس دولة ما سيطرة فعلية غير مقبول بها علي ارض لا تملك حق السيادة عليها وطبعاً إذا فرضنا انه يمكن أن يكون احتلالاً فان الاحتلال لابد أن يكون منظماً لان قواعد لاهاي 1907 واتفاقية جنيف الرابعة 1949 والبرتوكول الإضافي الأول لعام 1997 ، كل هذه تضع إطار قانوني لتنظيم عملية الاحتلال ويسعي قانون الاحتلال ،بصورة عامة إلي إرساء توازن بين الضرورات الأمنية للقوه المحتلة من جهة ومصالح القوة المهزومة والسكان المحليين من جهة أخري . ويهدف أيضا إلي ضمان حماية المدنيين في الأراضي المحتلة  ولا تكتسب القوه المحتلة حق السيادة علي الأراضي المحتلة .
     فالأمر في الاحتلال مستبعدا علي حسب تقديري لان جيش الجبهة الإسلامية عندما اغتصب ارض الجنوب لم يعمل بقانون الاحتلال الذي يهدف إلي حماية المدنيين في الأراضي المحتلة ، بل المجاهدين عملوا علي قتل وتشريد وتعذيب المدنيين مما دعاهم إلي النزوح والهجرة إلي الشمال والدول المجاورة .
 إني الخص فكرتي هذه في الأتي : إن ما حصل من قبل الجبهة الإسلامية في جنوب السودان لا يعتبر جهاداً بأي حال من الأحوال بعد انفصال جنوب السودان . لان جنوب السودان الآن أصبح بلد مستقل تماماً وهو بلد لغير المسلمين . إذا إن قتالهم بأنهم كفار وأعداء هاجمين علي بلاد مسلمة كان خطاً فادحاً . بل إن المجاهدين هم الذين هاجموهم في بلادهم التي هي ليست بلاد مسلمين بالطبع .فإذا أخذنا معادلات هذه المسالة كما هي وتعاملنا معها فنجد إن حل هذه المعادلات  قول  أن الأمر ليس جهادا وان من راحوا ضحية القتال ليسوا شهداء  وهذا وفقاً لنصوص الدين التي تقول إن الجهاد بحالتيه فرض الكفاية وفرض العين ،شرطه إذا هجم العدو علي بلد من بلاد المسلمين .

        إذن الأمر سيكون بعد ذلك بين الشك والظن أي بين الإرهاب والاحتلال مع القرب من الأولي كثيرا . باعتبار إن الاحتلال له فوانيين فالحرب كانت خاضعة لقوانين الغابة تماماً فليست هنالك مساحة للقانون ولا  مراعاة لحقوق المدنيين.
     تساؤلي الأخير هو لطالما إن الجنوبيين الآن أصبحوا مستغلين في دولتهم هل لهم الحق أن يطلبوا من الجبهة الإسلامية أن تأتي  لأخذ جثث موتاهم الذين واروا الثري في تراب الجنوب .
مدونة طليعة السودان الحرة:www.pioneermanhal.blogspot.com

الخميس، 4 أغسطس 2011

بركة ساكن ابداع متحرك .

بقلم/محمد احمد منهل . 
       كنت ومازلت في قمة السعادة عندما طالعتنا صفحة الأستاذ القامة الروائي الكبير والفنان الجليل الأستاذ / عبد العزيز بركة ساكن .بأنه  أقدم علي  نشر مجموعته القصصية (علي هامش الأرصفة )
أمراءه من كمبو كديس .
موسيقي العظم .
ما يتبقي كل ليلة من الليل .
تمّ نشرها بالقاهرة عن دار أوراق لصاحبها /هشام أبو المكارم .
الجدير بالذكر أن المجموعة القصصية (علي هامش الأرصفة ) هي  التي صادرتها حكومة الخرطوم في العام 2005 عبر وزارة الثقافة بعد أن قامت بإصدارها  الأمانة العامة للخرطوم عاصمة الثقافة العربية . ومن المعروف أن معظم روايات الأستاذ عبد العزيز بركة ساكن الأدبية محظورة في الخرطوم بحجة إنها تخدش الحياء العام وتخالف المادة 15 من قانون المصنفات الأدبية .  كروايته (أمراءه من كمبو كديس ) التي صادرتها الحكومة من جناح مكتبة عزة بمعرض الخرطوم الدولي . وكذلك صودرت روايته  العظيمة التي  حظيت بمعدل اطلاع واسع عليها وهي (الجنقو مسامير الأرض ) والتي فازت بجائزة الطيب صالح للإبداع الروائي .   . فيجب علي المؤسسات الأدبية في بلدي السودان أن تنظر إلي أعمال العملاق بركة ساكن من زاوية رائقة الفن والإبداع الروائي لانه من غير المنطق أن يزن الأدب بميزان الدين والأخلاق فقط ،و لان الأستاذ بركة ساكن لا يكتب من اجل الكسب المادي ولا من اجل انتزاع منصب أو موقع. فهو يكتب عن مظالم طبقته التي يتقاسم معها ضنك العيش وجبروت السلطان وهي الطبقة الكادحة المعدمة التي تمارس الحكومة ضدها كل عمليات الإفقار والتضييق . فرغم الحظر والتضييق الذي تواجهه أعمال الروائي بركة ساكن إلا أن قلمه ينحاز للواقع دائما .
      رغم التضييق الذي يحاصر الروائي بركة ساكن إلا أن طموحة والمبادئ السامية التي تتحرك داخله تجعل أعماله الأدبية تطل علينا بشكل أو با خر وهاهي الشبكة العنكبوتية ساعد قوي في إننا نتواصل مع أعماله العظيمة . وقبل شهر من الآن شخصي الضعيف قمت بتحميل رواية الأستاذ عبد العزيز بركة ساكن (الجنقو مسامير الأرض) علي موقع4shared علي صيغة pdf .
وعلي كل محبي أعمال الروائي بركة ساكن أن يسارعوا با اقتناء نسخهم عبر الاتصال بدار أوراق عبر رقم الهاتف  0020121110435  لصاحبه هشام أبو المكارم بالقاهرة.
مدونة طليعة السودان الحرة :www.pioneermanhal.blogspot.com

الأربعاء، 3 أغسطس 2011

حاج ماجد سوارأمريكا دي تحسبها لعب ؟.

بقلم/ محمد أحمد منهل .
مدخـــــــــــــــــــــــــــــــل:
(أكعب حاجة انك تكضب وتصدق كضبتك انتا زاتك )
مدخــــــــــــل تـــــــــاني :
حاج ماجد سوار وزير الشباب والرياضة وزير الشباب مافي كلام ...لكن الرياضة وزيرها حاج ماجد ؟ الريااااااااضه  حاج ماجد ؟ هسا  دا  كلام ؟
        المهم حاج ماجد الأيام دي محتج وممتعض ومتضجر جدا  لان  السفارة الأمريكية رفضت منحه تأشيرة دخول إلي الولايات المتحدة الأمريكية . وقال لازم أمريكا تعتزر له بل ذهب شبابه أكثر من ذلك قال بله يوسف أمين طلاب المؤتمر الوطني ولاية الخرطوم السابق ورئيس الاتحاد الوطني للشباب السوداني الحالي  .الذي تخرج من جامعة كسلا   كلية  التربية . ونسيب المؤتمرجي الكبير الحاج ادم دروسة  مسؤل (الرعاة )  او الرعاوية( بالكردفانية الحمرية المفجخه)  . دا  قال  لازم الأمم المتحدة  تغير مقرها من نيويورك(ولله) . لأن  أمريكا رفضت إعطائهم (الانتري فيزا ) لأمريكا. طبعاَ  الانتري فيزا دي حقتي انا ما حقت بله يوسف.  مع  انو  السفارة الأمريكية قالت هي لم ترفض إعطائهم تأشيرة الدخول لكن طبعا التعامل مع أمريكا والدوائر الأمريكية يتطلب قانون ونظام و حاج ماجد وأزلامه متعلمين علي الهبتليه والفوضي .... طبعا لكي ما تحصل علي تأشيرة الدخول إلي أمريكا لازم تتبع سلسلة من الخطوات لو جوازك دبلوماسي او اوردينيري(عادي) لانو عندهم نص ثابت بقول :
The approval process for  entry visa will take several weeks or a month.( يعني إجراءات منح تأشيرة الدخول تتطلب أسابيع أو شهر.
             لذلك لابد أن تقدم للتأشيرة أقلاها قبل شهر من مواعيدك للسفر فالحاج ماجد سوار قرر وطوالي قال إلي مسؤل العلاقات العامة في الوزارة امشي للإدارة الأمريكية في الخارجية وخليهم يخاطبوا السفارة الأمريكية ويقولوا ليهم  أنا  بكرة  ماشي بلاد العم سام . وقالوا  تحت  تحت  كان بقول لبله  يوسف  لازم نحصل هناك قبل رمضان عشان (نخم .... المؤتمر دا سريع ونجو راجعين). فا ذا بالمندوب جاء راجع وقال ليهو مشيت لكن التأشيرة لسع ما طلعت الحاج ماجد شغل تلفوناتو طوالي احتجاجا  ناس الخارجية طبعا ناس دبلوماسيين عارفين بتعاملوا كيف مع السفارات قالوا ليهو يا  فخامة الوزير المفدي السفارة الأمريكية عندها شروط لمنح التأشيرة فبتالي لازم تنتظر لو انطبقت فيك الشروط ياكا  المشيت هناك قبل رمضان وامورك بتمش  لكن لو ما انطبقت فيل الشروط دي شوف ليك خمت مؤتمر هنا  حاج ماجد  الوزير الشاب ما ساهل طبعا عندو مرتيييييييييين  من ضمنهن الاستاذة قائدة اخوات نسيبة (محاسن)  . والغريبه انو زوجة الاستاذ  حاج ماجد (محاسن)  .ابوها التنظيمي أي شيخها  في الحركة الكيزانية هو الاستاذ الهادي محمد خير وكيل وزارة الشباب والرياضة (شوفتو الصدف دي كيف؟ يعني الفترة دي الأستاذ الهادي امورو ماشه باسطة).  المهم في النهاية السفارة الأمريكية رفضت إعطائهم التأشيرة والرد المنطقي الطلع من الأمريكان  انو  حاج  ماجد سوار مدان في قضايا تمس سيادة أمريكا وستظل عالقة به حتي يستغفر عنها او يتوب  كما  فعل  صلاح قوش لحظة زيارته للبيت  الأبيض . وسبق إن رفضت الخارجية الأمريكية للوزير علي كرتي بدخول البيت الابيض  عندما كان وزير دولة للخارجية لأنه هو الذي أسس كتائب وقوات الدفاع الشعبي التي عملت علي تأجيج الحرب والإبادة الجماعية والتطهير العرقي في جنوب السودان و غرب السودان . واحدة من القضايا العالقة في حاج ماجد هي حرق العلم الأمريكي وتسيير مظاهرات للتظاهر أمام السفارة الأمريكية وكان يحرض شباب المؤتمر الوطني لنسف السفارة الأمريكية . وطبعا السفارة الأمريكية في شارع علي عبد اللطيف باعتبار  ما كان هسع قالوا في سوبا . نحنا هسع  ما عارفين الحاصل طولنا  من  السودان صراحة . لكن بقولوا في سوبا في أرضها الجديدة  الاشترتها من الحكومة أو  بالأصح من واحد من الحكومة . المهم السفارة الأمريكية  قاعدة في البلد  وراصدة أي شي بالتفصيل البفكر في قلبوا ساااااكت(نقول استغفر الله العظيم)  بكون معرف للأمريكان  حتى الهندي عز الدين (المطبلاتي) لمن مشي قال داير تأشيرة دخول لأمريكا من مصر قالوا ليهو يا اخونا انت مشت قلتا وقلتا وقلتا... وجا راجع   عمل ليهو جريدة وعرس ومشا  ليهو في عرسو  وزير  الدفاع  ما قصر . والهندي كمان ما قصر معاهم ولله .
         عموما ما قلته أعلاه هو أشتات من كلام لكن ينبغي علي وزراء المؤتمر الوطني أن يعرفوا أقدارهم تماما . ولابد أن يتحملوا نتيجة تخبطهم الذي فصلهم تماما من التعاطي مع المجتمع الدولي . والآن معظم الوزراء في حكومة السودان لايستطيعون أن يسافروا بمطلق حريتهم .علي سبيل المثال الرئيس عمر البشير .له بلدان معينه يستطيع السفر إليها . وما ذهب إلي الصين إلا بقوة الصين  لان الصين بلد عظيم وترسانة اقتصادية تستطيع أن تحمي مصالحها بشكل قوي . بالإضافة إلي احمد هارون الوزير السابق  والوالي الحالي  لجنوب كردفان لا يستطيع  أن يسافر الي اداء شعائره المقدسه في السعودية ناهيك عن بلد أخر  . عموما  حاج ماجد لازم يعرف أن أمريكا بلد ماشي بالقانون والناس هناك كلهم واحد بحكمهم قانون يعني مش معناها أنت وزير بدوك التأشيرة في المطار  لا  لا  يا  اخوي  لازم تخضع  لكل  الPROCESS.   ففي النهاية أمريكا وصلت رسالتها واضحة .لكن ستظل أمريكا حلم يراود حاج ماجد وبله يوسف  مالم  يستغفروا ويتوبوا عن كل أفاعيلهم مع بلاد العم سام .

مدونة طليهة السودان الحرة :www.pioneermanhal.blogspot.com

الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

في ورشة ساخنة ناقشت جدل الهوية والمسكوت عنه .

أبو البشر: النخب السياسية فشلت في إدارة التنوع
محيسي: السياسيون الشماليون استغلوا الجنوبيين ونكثوا بعهودهم
سليمان: انفصال الجنوب تتويج لسياسة الجيش منذ الاستقلال
أحمد عثمان: دستور نيفاشا يجب تغييره للتحول الديمقراطي

أجمع مثقفون سودانيون على أن انفصال جنوب السودان هو خطوة في سبيل تفتيت الوطن، ومن ثم تلاشيه، وأكدوا فشل الحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال في إدارة التنوع، الذي يزخر به السودان، قائلين: انه لا يمكن إقامة نظام ديمقراطي ما لم ينجز السودانيون دستورا دائما، بتغيير دستور نيفاشا 2005، ليراعي هذا التنوع في الثقافة والمعتقد.
جاء ذلك في ورشة ساخنة أقامتها رابطة المرأة السودانية "سوا" عنوانها "التاريخ والمغزى: قراءة تاريخية في تداعيات انفصال جنوب السودان"، وذلك مساء الجمعة الماضي بقاعة الهلال الأحمر القطري، قدمت لها الأستاذة عواطف حسين، وادارتها باقتدار الأستاذة زينب هشام الفيل المتخصصة في الشؤون الدولية، وبحضور قيادات من حركة العدل والمساواة، ولفيف من عضوات الرابطة والمهتمين.
وتحدث في الندوة كل من الأستاذ فائز أبو البشر حول جدل الهوية والتلاحق الثقافي والاجتماعي، والأستاذ صديق محيسي حول علاقة السياسي الشمالي بالسياسي الجنوبي، ثم الأستاذ محمد سليمان حول الجيش والسياسة في رصد تاريخي، والدكتور احمد عثمان عمر حول تاريخ التطور الديمقراطي..
المتحدث الأول، الناشط الدار فوري فائز أبو البشر قال ان الهوية ليست سببا لانفصال الدول لأن الهند، مثلا، غير متجانسة ومستقرة، والصومال تعصف به الحروب رغم تجانسه، ثم تطرق لجدلية الهوية وعكوف المثقفين السودانيين للإجابة عن السؤال: من نحن؟، ثم أوضح المدارس التي ناقشت مسألة الهوية كالمدرسة العروبية الإسلامية، الغابة والصحراء، الافريقانية، السودانوية، ثم استعرض بإسهاب مآلات الهوية وأسباب الانفصال متحدثا عن مآلات الهوية والتشدد في زمن المهدية، والفصل العنصري أيام الاحتلال البريطاني، وفشل النخب في إدارة التنوع وفشل الديمقراطية في التصدي للمشكلات التي واجهت مشروعها، وعدم الاستقرار السياسي وخرق العهود وأحادية الحكم.
أما المتحدث الثاني الصحفي المخضرم صديق محيسي، فتحدث عن انطباعات في مشواره الصحفي وتجربته في ستينات وسبعينات القرن الماضي عن علاقة السياسي الشمالي بالسياسي الجنوبي منذ السودنة في فترة ما بعد الاستقلال حيث نكث الشماليون بعهدهم للجنوبيين في إعطائهم كما مقدرا من وظائف الخدمة المدنية مما أدى لشعور المثقفين الجنوبيين بالغبن والاستعلاء الشمالي، حتى الوزارات التي حظوا بها كانت وزارات هامشية وغير سيادية، ورصد الأستاذ محيسي الوزارات التي كانت تعطى للجنوبيين وتكرار الوجوه السياسية الجنوبية في هذه الوزارات، كأخطاء فادحة ارتكبتها الأحزاب الشمالية تجاه الأحزاب الجنوبية، مثل وزارات النقل والاعتدة الميكانيكية والثروة الحيوانية والأشغال والمواصلات، والوجوه المكررة مثل بوث ديو، وساتنينو دينق الذي استوزر 5 مرات، وابيل الير (8) مرات وجوزيف قرنق( 6 )مرات، وأوضح أن أول وزارة سيادية تعطى للجنوبيين كانت وزارة الداخلية بعد ثورة أكتوبر لكلمنت امبورو، ثم وزارة الثقافة والإعلام لبونا ملوال في السبعينات، وتطرق لظاهرة شراء الذمم في البرلمان لضمان تصويت الجنوبيين مع احد الحزبيين أو تغييبهم من جلسات الثقة بحفلات سكر يغيب بعدها السياسي الجنوبي عن جلسة البرلمان، مضيفا أن القادة الشماليين كانوا يتباهون بذلك مما يعكس صورة ذهنية باطنية للرق في عقلية السياسي الشمالي تجاه الجنوبي مما يعكس النظرة الضيقة لتلك الأحزاب في اتجاه علاقة الشمال بالجنوب، مما أدى لترجيح خيار الانفصال لديهم.
الأستاذ محمد سليمان، من جانبه، ابتدر حديثه بقوله اننا نعيد إنتاج التاريخ من جديد الآن، معتبرا أن الانفصال حدث جسيم وهو خطوة في عملية تفتيت السودان وتلاشيه، وان الدولتين في الشمال والجنوب مشكوك في قابليتهما للاستمرار، مضيفا أن تاريخنا مشوه ومحذوف منه بعض الفصول ومسكوت عن الكثير من أحداثه وذلك اما لجهل أو مصالح فكرية أو أيديولوجية أو اجتماعية. ثم تطرق لتاريخ الجيش ومشاركته في الحروب العالمية ودوره الحاسم في السياسة السودانية لمدة 45 عاما منذ الاستقلال، في الحرب وفي السلام، قائلا ان التاسع من يوليو الماضي كان تتويجا لسياسة الجيش وسلطته طوال سنوات ما بعد الاستقلال. وهي هزيمة مطلقة للجيش سواء كسلطة حاكمة أو حامية للشعب. أوضح سليمان ان اخر طلقة لجيش على عدو أجنبي كانت في عام 1924 بعدها توجه رصاصه لصدور أبناء السودان.
واستعرض محاور التكوين الاثني والعنصري للجيش السوداني في القاعدة والقيادة، وعلاقته بجدلية المركز والهامش ودخول الجيش في السياسة، معتبرا انه دخل إليها من باب الأحزاب السياسية، الإجابة عن سؤال هل هو جيش دولة أم جيش وطن؟، وتاريخ الانقلابات العسكرية، وتاريخ الجيش السوداني في الجنوب، والمسكوت عنه طيلة سنوات الحرب، ليختتم حديثه بمحور الجيش والسيادة الوطنية داخليا وخارجيا،.
أخيرا تحدث الناشط الحقوقي الدكتور احمد عثمان عمر عن النظم الحقوقية والدستورية بعد الانفصال والتطور الديمقراطي، معتبرا أن الأزمة السودانية الشاملة والحقيقية هي فشل السودانيين في بناء دولة قانونية حديثة، مستعرضا الدساتير المؤقتة والدائمة التي سنت بالسودان منذ الاستقلال وحتى الآن، كدساتير 1956 المؤقت و64 19و1973 و1985الانتقالي و1995 و2005 الانتقالي الذي جاء بعد توقيع اتفاقية نيفاشا، والذي اعتبره خلطا بين الدولة العلمانية والدينية،. واعتبر انه حتى لو فازت القوى الديمقراطية فلا توجد إمكانية للتحول الديمقراطي في ظل دستور نيفاشا. وقال ان الفشل في بناء الدولة أساسه الفشل في إجازة الدستور الدائم وسيادة حكم القانون واعتبر أن سيادة دولة القانون لا يمكن أن تكون دينية لان دولة سيادة القانون جذرها الأساسي هو المساواة أمام القانون.

مدونة طليعة السودان الحرة:www.pioneermanhal.blogspot.com