بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 9 أكتوبر 2011

لا عاصم من أمر الله يومئذ إلا هو.

حديث المدينة
عثمان ميرغني
في تقديري.. أن الأزمة الاقتصادية الراهنة.. ستحرك الشارع في آخر المطاف.. كثيرون في حزب المؤتمر الوطني لا يتوقعون ذلك.. لكن زين العابدين بن علي.. ورفيقه حسني مبارك لو قيل لهما قبل أسبوع واحد من انفجار الشارع في بلديهما.. هل تتوقعان مثل هذا الحدث.. لأكدا بكل قوة أنه لن يحدث.. ضرب من المستحيل.. وكان لديهما في تونس ومصر حزبان حاكمان متحكمان.. أكبر من حزب المؤتمر الوطني عندنا.. تبخرا كالبنزين.. واتضح بالدليل والبرهان القاطع.. أن ساعة صفر الشعوب لا ضابط لميقاتها إلاّ الله سبحانه وتعالى.. وأن الشعوب لا تبعث ببرقيات الإنذار.. قبل الانفجار.. وكثير من الناصحين.. ومنهم الدكتور الترابي زعيم المؤتمر الشعبي.. تخوفوا من فكرة الانفجار غير المتحكم فيه.. أن يتحرك الشعب بلا (كنترول) أو أجندة.. فقط تحركه المسغبة.. واليأس والقنوط من تفاقم الأسعار بلا أمل في مخرج قريب.. ولهذا أرجو أن تجد الدعوة لـ(مؤتمر مائدة مستديرة) الوقود الكافي لانطلاقها.. فالمطلوب هو إيجاد مفاتيح للحركة لا ترتبط بحزب المؤتمر الوطني.. واقترحت أن تتولى جامعة الخرطوم تحريك مؤتمر المائدة المستديرة.. وأن تشارك فيه كل المكونات السياسية وبعض الشخصيات الوطنية.. لتقديم وصفة علاجية لثلاثة قضايا فقط.. الدستور- الإصلاح الحزبي والسياسي – المصالحة الوطنية الشاملة.. واقترحت أن تبث كل جلساته على الهواء مباشرة.. حتى يطلع الشعب بلا حاجة لـ(ويكيليكس) على عمق ورشد ساسته.. المحبط في الساحة السياسية الآن.. أن الشعب بات يحس أن المؤتمر الوطني يحتكر الحركة والسكون.. هو الذي يبادر بالحوارات مع الأحزاب.. وهو الذي يوقفها.. ثم يحركها متى شاء.. ثم يوقفها ويطيح بمستشارية الأمن التي دخلت في الخط (بلا تابلت).. تعلن الحكومة عن (ملتقى كنانة) ثم تتحكم بحزم في مدخلاته.. ومخرجاته.. وتجعله مجرد وثيقة تدعم كل ما تفكر فيه الحكومة.. وتجهض أية مبادرات أخرى وترفض المشاركة فيها.. حتى لا تتاح فرصة لأحد أن يستغل (عقله).. نريد أن يرى الشعب بأم عينيه مبادرة وعملاً لا ينطلق من منصة المؤتمر الوطني أو الحكومة.. يمنح ذلك الإحساس للجميع بالأمل.. وأن في آخر النفق شعلة ضياء.. مؤتمر المائدة المستديرة يطرح على الطاولة السياسية أفكاراً جديدة في ثلاثة أركان يجب أن تقدم عليها الدولة السودانية.. البند الأول.. الدستور الدائم.. ولحسن الحظ المختلف في تفاصيله محدود للغاية.. يناقش المؤتمر المختلف فيه فقط.. والبند الثاني.. الإصلاح الحزبي والسياسي.. وبغيره لن يهنأ السودان بالاستقرار.. والبند الثالث والأخير.. المصالحة الوطنية الشاملة.. لإنهاء حرب دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق دفعة واحدة. وتضميد كل الجراح الملتهبة والقابلة للانفجار.. بغير هذا .. صدقوني.. ستقع الكارثة على رأس الجميع.. حتى الذين يظنون أنهم -كابن سيدنا نوح- لديهم جبل يعصمهم من الماء.. لا عاصم من أمر الله يومئذ إلا هو..
التيار
mamai555@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق