بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 10 أكتوبر 2011

نواعم اثيوبيات في ابيي .


       القوات الاثيوبية التى حطت بأبيى، وبلغ قومها نحو (1200) جندى حملت الانباء ان من بينها (450) إمرأة، يقمن بذات مهام الجنود الرجال فى حفظ الامن بالحدود بين شمال منطقة ابيى وجنوبها ما يثير كثير من علامات الاستفهام وتساؤلات المراقبين وشكوكهم في قدرة أؤلئك الأثيوبيات النواعم على القيام بذات المهمة الموكلة للقوات بمنطقة شهدت احداث ملتهبة إستعصت معالجتها على الرجال، إلى جانب إثارتهم لمخاوف لدى البعض من تأثيرهم المحتمل على النسيج الاجتماعى في المنطقة.
وبحسب طبيعة أبيي المتنازع عليها، فإن قبيلة المسيرية هى الاكثر وجوداً بها، واكثرها حرصا على المحافظة على قيمها واخلاقها. وبحسب توقعات المراقبين ستؤثر القوات الاثيوبية على النسيج الاجتماعى بالمنطقة ليس بسبب وجود عدد من الجنديات بينها فحسب، ولكن لان وجود قوات اجنبية فى منطقة نزاع او حروب سيؤثر حتما على المنطقة واستشهد المراقبون بما حدث بالعراق وافغانستان فقوات حفظ السلام بتلك الدول كانت من بينها جنديات .
ولكن اخرون يرون ان مشاركة نساء جنديات بقوات حفظ الامن و السلام امر طبيعى وليس فيه غضاضة فالقوات الامريكية التى ارسلت لهذا الغرض لدول عديدة كانت من بينها جنديات بجانب ان كثير من الدول سواء كانت اوربية او عربية توجد مجندات بجيوشها ولكن يختلف وضعهن من دول لاخرى. فبعض الدول تضعهن بالخطوط الامامية واخرى تتركهن بالخطوط الخلفية وتوكل لهن مهام طفيفة واستبعدوا ان يكون لارسال مجندات اثيوبيات لمنطقة ابيى اهداف خفية.
ولكن رؤية هؤلاء تختلف تماما عن رؤية قيادات واعيان قبيلة المسيرية الذين ينظرون للامر من زاوية اخرى لسببين.. اولاً لان السودان لم يعتاد مشاركة نساء بقوات حفظ السلام رغم الاعداد الهائلة من قوات الامم المتحدة التى شاركت فى حفظ سلام دارفور والجنوب، ثانيا ان قبيلة المسيرية بحسب طبيعة اى قبيلة فى السودان لا تقبل بوجود نساء يشاركن فى حفظ سلام المنطقة وهذا ما دفع مختار بابو نمر ناظر قبيلة المسيرية ان يعبر عن مخاوفه من ان تؤثر المجندات الاثيوبيات على النسيج الاجتماعى بالمنطقة. وضرب مثلا بما حدث بمناطق التماس حيث زادت بها معدلات الايدز والامراض الاخرى نتيجة لوجود قوات حفظ السلام بها.
وقال نمر فى حديثه لـ (الراى العام): ينبغى على الحكومة ان تنتبه لهذا الامر الخطير فوجود هذه القوات وبينها مجندات الى جانب القوات العسكرية السودانية ربما يحدث تاثيرات على الجانب الاخلاقى، وتساءل باستغراب.. ماذا يعنى وجود (450) امراة مجندة بين قوات الدفاع الشعبى والقوات النظامية الاخرى؟ واعتبر ان الامر من ورائه اهداف اوروبية وامريكية.
وبذات الوتيرة تحدث محمد عبد الله ود ابوك القيادى بقبيلة المسيرية لـ (الراى العام ) وعبر عن مخاوفه من ان تؤثر الجنديات الاثيوبيات على الموروث الاخلاقى والسلوكى للمنطقة التى عرفت بمحافظتها على قيمها واخلاقها برغم انها خاضت حروب على فترات متتالية وعبر عن خشيته في ان تحدث هذه القوات اختراقات ذات اثر مباشر على التماسك الاجتماعى الذى تتميز به قبيلة المسيرية على وجه الخصوص، بجانب التاثيرات التى تحدثها القوات الاجنبية على المستوى الصحى ونقل الامراض الفتاكة فوجود (4200) جندى بينهم نساء لابد ان يكون له مؤثرات سالبة على كل الاصعدة بما فيها الصعيد السياسى والمخابراتى فتاريخ القوات الدولية فى اى منطقة غير جيد ولكنه عاد وقال اننا كقبيلة مسيرية ليس لنا عداء مع دولة اثيوبيا فقط مخاوفنا تزداد بما يمكن ان تحمله هذه القوات والمجندات على وجه الخصوص من مخاطر على المنطقة عبر اجندة مقصودة .
و جود المجندات الاثيوبيات بمنطقة ابيى اللائى تخوف منه الكثيرون، وأعتبرها بعض الخبراء العسكريين أمر طبيعى لا يتعارض مع الاعراف الدولية، ويمكن ان يؤدين ذات المهمة.
اللواء معاش د.محمد عباس الامين الخبير العسكرى قال لـ (الراى العام) ان مشاركة مجندات بالقوات الدولية امر عادى ومعروف ففى الجيش الامريكى قبل اكثر من عشر سنوات شاركت النساء فى العمليات العسكرية القتالية فى بنما وكابول مثل الرجل، وفى كثير من الدول تشارك المراة فى هذه العمليات ولكن قد تختلف من دولة الى اخرى فى مستوى المشاركة وقد تقتصر مهمتها على الجانب الادارى والطبى والانسانى وربما تكون لديها مهام محددة فى حراسة الحدود، واستبعد ان يكون هناك تاثير على القوات السودانية جراء وجود القوات الاثيوبية من الناحية الاخلاقية لان لكل وحدة قتالية مهامها وموقعها الذى ربما يبعد عن الاخرى بمنطقة الحدود، لكنه عاد واكد مساوئ القوات الدولية التى تاتى بثقافات جديدة ربما تؤثر على تقاليد المنطقة. الحديث عن تجنيد النساء بالجيوش الدولية اكده ايضا الخبير العسكرى الرشيد ابو شامة، وقال فى حديثه (للراى العام )، ان النساء جزء من الجيش ومكون اساسى بالوحدات العسكرية بكثير من دول العالم، واثيوبيا واحدة من تلك الدول فطريقة التجنيد بالجيش الاثيوبى مفتوحة للرجال والنساء على حد سواء لا يوجد فرق بينهم، ولكن ربما يكون للنساء مهام معينة -مثلا – يوضعن بالخطوط الخلفية ولكنهن يؤدين دورهن كمجندات ويشاركن فى الدوريات والاطواف وضرب النار متى ماطلب منهن ذلك واذا خرجن فى طوف او تفتيش او اى مهام اخرى يخرجن مع الرجال لان طبيعة عمل الجيش كذلك. وقال (يستحيل) ان يكون للمجندات الاثيوبيات اغراض اخرى خفية لان طبيعة الجيش الاثيوبى مكون من الرجال والنساء، مثل دول اخرى كأريتريا النساء جزء من الجيش الارترى شاركن فى عمليات عسكرية وقاتلن الى جوار الرجال فى حروب سابقة ابان الحرب بين منقستو وزناوى ففى الجانبين كانت توجد نساء مقاتلات، وفى الجيش الاسرائيلى توجد مجندات بالخطوط الامامية وفى افغانستان نجد النساء المجندات توكل لهن مهام محددة وفى اسمرا كذلك ودول عديدة اخرى.
ومع ذلك، فإن الاثار الاجتماعية التى ربما تتركها المجندات الاثيوبيات تثير مخاوف لدي الكثيرون بالمنطقة، بينما يقلل منها أبو شامة من جهة أن الجيش الاثيوبى بحسب مهامه لايخرج من معسكراته وبالتالى لن يختلطوا بسكان المنطقة ولن يؤثروا فيها اما اذا حدث تداخل واختلاط بالمنطقة يفترض ان تتحقق السلطات فى الامر حتى لا تترك ظلالاً اجتماعية بالمنطقة، وقال من الطبيعى ان تكون حراسة الحدود بجيش مختلط ولكن ربما لايكون الامر طبيعى فى الثقافة السودانية، واذا علمت السلطات الاثيوبية تحفظاتنا كسودانيين فى هذا الامر ربما تراجعت عن ارسال مجندات لحرا سة الحدود .
عدم علم السلطات الاثيوبية بالتحفظات تجاه المجندات الاثيوبيات يقودنا لسؤال مهم لماذا لم يناقش هذا الامر بين السلطات السودانية والاثيوبية ويحدد تكوين القوات الاثيوبية بحسب طبيعة الثقافة السودانية؟.
وللإجابة على ذلك السؤال يقول العقيد الركن الصوامى خالد سعد الناطق الرسمى للقوات المسلحة لـ (الراى العام)، ان مثل هذه التفاصيل الدقيقة لايمكن مناقشتها على مستوى السلطات السودانية لانه امر يخص السلطات الاثيوبية. فحسب تكوين الجيش الحديث يمكن ان يتضمن الجيش لاى بلد مجندات فالجيش الامريكى وكثير من الدول تشارك النساء فى الجيش ونحن فى السودان توجد بقواتنا الرسمية نساء ونتحفظ بوضعهن بالخطوط الامامية، وأوضح الصوارمي ان القوات المشتركة لن يجمعها موقع واحد مع قواتنا السودانية، فحسب الاتفاق ان الجيش السودانى سينسحب عند ما تستلم القوات المشتركة مهامها وبالتالى لن يكون هناك اختلاط بين الجيشين، وبث تطمينات بان كل القوات المشتركة تقوم سلطاتهم بفحصهم طبيا قبل ان يغادروا بلادهم بحسب العرف العسكرى لذا نعتبرهم اصحاء وليس من حقنا فحصهم ثانية .
على كل فان نواعم القوات الاثيوبية بابيى التى تحفظ حولها اعيان قبيلة المسيرية ربما تسهم فى تغيير الثقافة السودانية تجاه المجندات بقوات حفظ السلام اذا ما التزمت تلك القوات بشروط عملها العسكرى وقد تعجل بانهاء عملها حال حدوث خروقات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق