بقلم / محمد أحمد منهل .
· ما هو الجهاد في الإسلام وما هو الشهيد ؟
· هل يعتبر من مات من أهل الشمال في القتال الذي دار بين الشمال والجنوب شهيدا في سبيل الله ؟
· ما هو الفرق بين الجهاد والإرهاب والاحتلال؟
· هل بمقدور الجنوبيين أن يُرَحِلوا جثامين الموتى الذين واروا الثري بتراب الجنوب إلي الشمال ؟
· هل سيذهب الطيب مصطفي إلي الجنوب إذا سمح له الجنوبيين أن يأتي لأخذ جثمان ابنه ؟.
مـــــــدخـــــل :
قال تعالي :( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فان انتهوا فلا عدوان إلا علي الظالمين . هذه الآية دليلاً علي الجهاد في سبيل الله وقال الرسول (ص) : (أُمرتُ أن أُقاتل الناس حتى يقولوا لا اله إلا الله) وهذا أيضا حديث شريف ينص علي الجهاد في سبيل الله . لكن للجهاد أنواع وأحكام وشروط وحالات . للجهاد حالتان فرض كفاية ، وفرض عين .
فرض كفاية : إذا هجم العدو علي بلد من بلاد المسلمين وهو إذا قام به البعض سقط عن الباقيين .
فرض عين : إذا هجم العدو علي بلد من بلاد المسلمين يكون الجهاد فرض عين علي المسلمين المقيمين في البلدة وكذلك فرض عين علي المسلمين المقيمين مسافة 80 كيلو متر من البلدة هذا ما توصل إليه الفقه الإسلامي .
إذن الجهاد بحالتيه فرض الكفاية وفرض العين يكون إذا هجم العدو علي بلد من بلاد المسلمين والأمر إلي هنا يبدو لي واضحا ًومعقولاً علي الرغم من رائي الشخصي في الجهاد الذي هو موجود الآن عند الجماعات الإسلامية والذي يعني استدرار عطف الشباب بالدين في سبيل الموت شهداء حتى لو كانوا موتهم دفاعا عن حاكم أو عن حزب أو جبهة. قصدتُ من هذه المقدمة لأنني سالت ُ نفسي عدة أسئلة ووجدت الإجابة أمامي حائرة تماماً وبعد تفكير كثير وجدت أن أي إجابة غير منطقية وغير عقلانية لا تتحملها تساؤلاتي مطلقا .
بعد عشرين سنه من القتال المتواصل بين الحركة الشعبية والجبهة الإسلامية فقدنا علي اثر هذا القتال عدد كبير من أبناء الشعب السوداني من الجنوب ومن الشمال ،الحركة الإسلامية أصلت تأصيلا دينيا من اجتهاداتها أن كل من مات في جنوب السودان وهو شهيدا وأسست لهؤلاء الشهداء منظمات ومساجد وأعراس وأقامت تشريفا لهم داخليات ومدارس وشوارع ومستشفيات .كداخلية علي عبد الفتاح ومدارس ابوبكر الطيب مصطفي ومستشفي ماجد كامل .
ولكني استكشفت من خلال المقدمة أن الشهيد لا يمكن أن يكون شهيدا وهو غائر وهاجم علي بلد هي ليست بلده ولا بلد أجداده وكذلك هي ليست بلاد مسلمين كحال جنوب السودان .وهذا الفعل قد يأخذ مسميات أخري علي حسب منطق الأمور ،قال الشيخ طنطاوي شيخ الأزهر رحمة الله ( إن الشريعة الإسلامية تمنع الإرهاب لأنه يروع المدنيين الأبرياء الآمنين دون أي ذنب والإسلام يرفض كل أشكال الاعتداء علي النفس الآمنة البريئة ويري إن من يعتدي علي نفس واحده ويقتلها فكأنما قتل الناس جميعا .وانتهي كلام شيخ طنطاوي .
علي حسب متابعتي للصراع الذي دار بين الجنوب والشمال في السودان فا أني اعرف إن الجنوبيين هم قتلوا دون أي ذنب والإسلام يرفض ذلك بالإضافة إلي أنهم هم أبرياء من حقهم أن يعيشوا غير مسلمين في بلدهم والإسلام يمنع المسلمين أن يهاجموهم .
طيب.... هل يعتبر قتال الجبهة الإسلامية للجنوبيين جهاداً في سبيل الله ؟ أم إرهابا ؟ إذا اقتبسنا مما سبق إن الإرهاب هو ( ترويع الأمنيين وقتل الأبرياء من غير ذنبٍ ارتكبوه. أو إن لم يكن إرهابا هل يعتبر احتلالاً أذا قلنا إن الاحتلال هو حين تمارس دولة ما سيطرة فعلية غير مقبول بها علي ارض لا تملك حق السيادة عليها وطبعاً إذا فرضنا انه يمكن أن يكون احتلالاً فان الاحتلال لابد أن يكون منظماً لان قواعد لاهاي 1907 واتفاقية جنيف الرابعة 1949 والبرتوكول الإضافي الأول لعام 1997 ، كل هذه تضع إطار قانوني لتنظيم عملية الاحتلال ويسعي قانون الاحتلال ،بصورة عامة إلي إرساء توازن بين الضرورات الأمنية للقوه المحتلة من جهة ومصالح القوة المهزومة والسكان المحليين من جهة أخري . ويهدف أيضا إلي ضمان حماية المدنيين في الأراضي المحتلة ولا تكتسب القوه المحتلة حق السيادة علي الأراضي المحتلة .
فالأمر في الاحتلال مستبعدا علي حسب تقديري لان جيش الجبهة الإسلامية عندما اغتصب ارض الجنوب لم يعمل بقانون الاحتلال الذي يهدف إلي حماية المدنيين في الأراضي المحتلة ، بل المجاهدين عملوا علي قتل وتشريد وتعذيب المدنيين مما دعاهم إلي النزوح والهجرة إلي الشمال والدول المجاورة .
إني الخص فكرتي هذه في الأتي : إن ما حصل من قبل الجبهة الإسلامية في جنوب السودان لا يعتبر جهاداً بأي حال من الأحوال بعد انفصال جنوب السودان . لان جنوب السودان الآن أصبح بلد مستقل تماماً وهو بلد لغير المسلمين . إذا إن قتالهم بأنهم كفار وأعداء هاجمين علي بلاد مسلمة كان خطاً فادحاً . بل إن المجاهدين هم الذين هاجموهم في بلادهم التي هي ليست بلاد مسلمين بالطبع .فإذا أخذنا معادلات هذه المسالة كما هي وتعاملنا معها فنجد إن حل هذه المعادلات قول أن الأمر ليس جهادا وان من راحوا ضحية القتال ليسوا شهداء وهذا وفقاً لنصوص الدين التي تقول إن الجهاد بحالتيه فرض الكفاية وفرض العين ،شرطه إذا هجم العدو علي بلد من بلاد المسلمين .
إذن الأمر سيكون بعد ذلك بين الشك والظن أي بين الإرهاب والاحتلال مع القرب من الأولي كثيرا . باعتبار إن الاحتلال له فوانيين فالحرب كانت خاضعة لقوانين الغابة تماماً فليست هنالك مساحة للقانون ولا مراعاة لحقوق المدنيين.
تساؤلي الأخير هو لطالما إن الجنوبيين الآن أصبحوا مستغلين في دولتهم هل لهم الحق أن يطلبوا من الجبهة الإسلامية أن تأتي لأخذ جثث موتاهم الذين واروا الثري في تراب الجنوب .
مدونة طليعة السودان الحرة:www.pioneermanhal.blogspot.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق