بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 20 أغسطس 2011

البعثات الدبلوماسية السودانية ذات رسالة باردة .

بقلم / محمد أحمد منهل محمد
     مدون وناشط سياسي .      

Sudanese as everywhere ترجمتها السودانيين في كل  مكان هذه الجمله سمعتها كثيراً. نعم في كل  مكان  حتى في إسرائيل، . فأينما ذهبت  تجوب أرجاء الأرض فثمة جالية سودانية خرجت من السودان تسبح للعيش الكريم .فمنهم من طردته الحروب ومنهم من طردة التضييق نسبة لراية أو اتجاهه السياسي ومنهم من طرده عدم التقدير واحترام المهنة. عموماً تتعدد  أسباب الخروج من السودان ولكن النتيجة واحده هي حزم الأمتعة وختم  جواز السفر والانتظار في صالة المغادرة بعد مخاض عسير من إجراءات السفر البيروقراطية الطويلة غير المنطقية وبعد جمع المئات من إيصالات  وزارة المالية ومعظمها  لا تتساوي القيمة التي دفعتها مع  القيمة المكتوبة بالأرقام والحروف علي  صفحة الإيصال ( وما تقدر تفك خشمك لانك  داير باي طريقة تتخارج) . وبعد الوصول لأرض المهجر منطق الأمور  يقول إن الهجرة والاغتراب لا تقدم لك العز ولا توفر لك احتياجاتك علي طبق من ذهب . فلها ضريبة وتضحية لابد من دفعها . والهجرة لا تخلو من مشاكل وقضايا سواء  كانت بين السودانيين أنفسهم أو مع أصحاب البلد المضيف . لذلك جاءت فكرة البعثات الدبلوماسية للخارج ، والهدف الأساسي  لها هو تمثيل البلد خير تمثيل والمحافظة علي رعاياها ومواطنيها في الدول التي بعثت إليها  عبر أقسامها المختلفة سواء كانت سفارات أو قنصليات .فطبعا كل البعثات الدبلوماسية الخارجية  لدول العالم الاخري  أنا علي حسب متابعتي  فإنها  تقوم  بدورها كاملا وشاملا ولها احترام كبير لمواطنيها وتسمع لأرائهم وتستقبل شكاويهم وتتابع تظلماتهم عبر إدارتها القانونية . لكن البعثات الدبلوماسية السودانية في كل دول العالم تختلف جدا عن نظيراتها فهي بعثات من اجل جباية المغتربين، وتعتبر البعثات السودانية بنداً للصرف البذخي وذلك بتعاملها مع الميزانيات المفتوحة . وتحصل كل احتياجاتها المادية عن طريق فرض الرسوم علي كل المعاملات التي يحتاجها السودانيين بالخارج  حتى في شهادات الوفاة، وإذن الدفن لابد لك أن تدفع دم قلبك لوليك المتوقي . فاامرك سيكون سهلا جدا إذا كان مقرون بدفع رسوم ماليه لكن إذا كان  الأمر يتطلب خدمات دبلوماسيه من المفترض أن تقوم بها الإدارات المختصة في البعثة الدبلوماسية عبر تنسيقها مع مراسم الدولة المضيفة لها فتعاطيهم مع أمرك سيكون هزيلا وباطل جدا .
            والتاريخ يسجل لهذه التجاوزات بالتفصيل منذ محرقة الزاوية التي مارسها الليبيون علي الشعب السوداني في مدينة الزاوية  التي راح ضحيتها 7000 سوداني في عام 2000  التي طبق فيها الليبيين أبشع  صور المجازر والقتل والسحل والحرق والذبح  ولكن بعثتنا الدبلوماسية هناك كان موقفها جبان جدا وحتى بعد تحرك الحكومة في السودان وذهاب السيد الفريق / عبد الرحيم محمد حسين إلي ليبيا لتقصي الأمر قيل إن الأمر توقف علي التعويضات فقط ، وليس تعويضات لأسر الضحايا (سبحان الله الحكومة تأكلهم حيين وميتين)  والغريب في الأمر إن التصريحات الرسمية من قبل السفارة هناك  كانت تقول إن السودانيين (بتاعين مشاكل ). وأيضا ما زال  المغتربين يعانون مشاكل متواصلة مع كفلائهم وأرباب عملهم في السعودية  في الاقامات ونقل الكفالة والرواتب والأجور.. والسفارة هناك وقنصلياتها لا تهتم بهذه القضايا بل حتى هواتف البعثات لا تستجيب مطلقا إلا بالصدفة أو أيام الانتخابات أو فترة حضور لجنة تقسيم الأراضي التي تُحصًل فيها السفارات  والقنصليات مبالغ طائلة والمحظوظ (تطلع ليهو قطعة ارض) .
           ولا ننسي المشاكل  المتراكمة للطلاب السودانيين بالخارج خاصة في الهند . وما قصة مقتل الطالب ابوعبيدة الذي اغتيل علي يد هندي في قارعة احد  الشوارع الهندية ببعيدة عن الأذهان . والسفارة هناك رفضت الوقوف مع زملاءه حتى في  تكملة إجراءات دفن الجثمان ناهيك عن المطالبة  وتقصي الأمر مع السلطات الهندية من اجل رد حقه كسوداني .وهي كسفارة معنية بمتابعة أمره في مثل هذه الظروف ، وكذلك الطالب السوداني الذي سقط من الطابق الخامس فرفض السفير حتى المساهمة الشخصية مع اتحاد الطلبة السودانيين بالهند  لتكملة إجراءات الدفن . هذا بالإضافة إلي عشرات الطلبة السجناء الآن بالسجون الهندية بتهم ملفقه ومعروفه في الهند ألا وهي الزواج من قاصر وهي حكاية ظلت تمارس في الهند بشكل متواصل تبتز عبرها الأسر الطلبة السودانيين لأخذ أموالهم بقية تزويجهم  وفي نهاية الأمر وبعد العقد يرفضون تسليم الزوجة وعندما يطالب بها زوجها يزورون شهادة ميلاد تثبت إن البنت قاصر .
           وهنا أيضا لا ننسي تصريحات وزير الخارجية  السوداني علي كرتي في بداية  ثورة 17 فبراير في ليبيا الذي قال حينها : ( إن السودانيين يمكن أن يكونوا مرتزقة نظير حفنة من الدولارات  واتهم حركة العدل والمساواة بالقتال مع القذافي وعلي ضوء هذا التصريح حصد الليبيين عشرات الأرواح السودانية با اعتبارهم مرتزقة خاصة في شرق ليبيا ومن النكات الغريبة أن موظف الاستقبال في السفارة السودانية بطرابلس ( أطرش) لا يسمع ولا يتكلم فقط بالإشارة  وأمامه عدد من التلفونات وهذه رمزية واضحة - لعدم الاستماع لكم يا سودانيين – وأنا شخصيا ذهبت لزيارة السفارة هنالك لأني كنت في الجماهيرية الليبية عندما انطلقت شرارة ثورة 17 فبراير 2011 ورأيت بأم عيني كيف للسفارة وطاقمها يتعاملون مع السودانيين في محنتهم . والأمر وصل لدرجة أن بعض النافذين في السفارة قاموا ببيع تذاكر سفر الطيران المجاني للأسر الميسورة الحال عبر الوسطاء.....

          . فطبعا الأمر يختلف بالنسبة للبعثات الدبلوماسية الاخري من غير السودان في دول العالم فمثلا عندما حكمت السلطات السعودية علي خادمة سيرلانكية بالإعدام لأنها  قتلت السيدة التي تعمل معها .أمر الرئيس السيرلانكي   با جلاء كل الخدم والعمالة السيرلانكية من السعودية بحجة أن السلطات السعودية لم تخطره بالأمر . وكذلك عندما دخل العمالة المصريين في  مشاكل الرواتب والأجور والاقامات مع الليبيين . حضرت إلي ليبيا وزير العمل والقوي العاملة المصرية لإعادة النظر في صيغة العقود لضمان حقوق العمالة في السكن والرعاية الصحية .
              واذكر عند زيارة الرئيس عمر البشير إلي الجماهيرية الليبية في 4 أغسطس 2010م وقبل موعد الزيارة بيوم قامت إدارة مباحث الجوازات الليبية بحملة واسعة في وسط السودانيين بحجة أنهم ليست لهم أقامات وقامت السلطات بالقبض عليهم واودعتهم السجون بغرض ترحيلهم للسودان . وقيل لنا إن الرئيس البشير طلب من السلطات الليبية ترحيل السودانيين إلي السودان لان وجودهم في ليبيا يشكل مصدر تغذيه قوي للحركات المسلحة في دارفور (فالسودانيين في السودان ووب وبرا السودان وبين) ، وعمر البشير لسان ناره يطالنا حتى لو خرجنا من اجل أن نعيش حياة كريمة " لكنك يارب تنزع الملك ممن تشاء" فاارينا جلائل قدرتك في من قتلنا وسحلنا وعذبنا وجعلنا ازلاء داخل وخارج وطننا . وعندما اهتمت الحكومة السودانية بإجلاء السودانيين من ليبيا .فعلي متن الباخرة التركية azura  (ازورا) التي تحركت من ميناء طرابلس البحري في يوم الثلاثاء الموافق 12/3/2011 وعلي متنها 900 سوداني من اسر بأطفالها وشباب مهاجر وشيوخ  علي الرغم من الباخرة هي ليست باخرة لنقل الركاب وإنما لحمل السيارات لكن فقط  لان إيجارها كان رخيصا . وعندما وصلت هذه الباخرة إلي ميناء الاسكندريه بعد 72 ساعة كان في استقبالها السفير سرا لختم وأركان حربه وكتيبة أمنه بالإضافة إلي الإعلامي السوداني الإنقاذي بابكر حنين . وطلب الأمن السوداني بقيادة سرا لختم من السلطات المصرية بعدم السماح لأي سوداني بالبقاء في مصر لذلك السلطات المصرية شددت الحراسة علي السودانيين علي الرغم من إن بعض السودانيين  طالبوا السلطات المصرية بأنهم هم أعضاء في حركات معارضة للحكومة وتحمل السلاح ضد الحكومة ودخولهم للسودان فيه خطر عليهم إلا أن السلطات المصرية كانت في تواطؤ تام مع الأمن السوداني.  وتم نقل كل الركاب من ميناء الإسكندرية إلي مدينة أبي سبل وبعد ذلك  أدخلوهم السودان عبر ميناء حلفا القديمة وهناك كانت القوائم جاهزة عند جهاز الأمن وقام بالقبض علي عدد كبير من الشباب السوداني الثائر ، ما زال بعضهم قابع في زنازين الأمن السوداني من دون أي تهم موجهه إليهم . ولعلكم أيضا تتذكرون المذبحة التي نفذها الأمن المصري علي اللاجئين السودانيين في مصر في 30/12/2005م التي راح ضحيتها عشرات السودانيين . وحينها لم تصرح السفارة أي تصريح تجاه الأمر بل قال السيد كمال حسن علي رئيس مكتب المؤتمر الوطني هناك بان الأمر فيه تدخل سياسي من قبل الحركات المسلحة. وأيضا في لبنان/ بيروت  نحو مئة من السودانيين كانوا يقيمون حفلاً خيرياً في منطقة (الأوزاعي) في بيروت يعود ريعه لطفلٍ مصاب بالسرطان حين اقتحمت الحفل قوة مدججة بالأسلحة من الأمن اللبناني انهالوا بالضرب على الحاضرين مع شتائم (عنصرية) من العيار الثقيل  ولم تهتم الحكومة بالأمر واعتبرته جيد في صالحها باعتباره ضغط علي السودانيين الموجودين بلبنان طلبا للهجرة   ...
          .فإذا قلنا نكتب ونرصد ما يحصل في حق الجاليات السودانية  خارج السودان فالأمر يحتاج إلي صحائف وبحور من المداد للكتابة . وأنا اكتفي بهذا القدر ولي كثير من القصص ورصد الشكاوي حول هذا الأمر علي الرغم من إن البعثات الدبلوماسية السودانية الخارجية ما يُصرف عليها في عام يكفي لعلاج الأطفال مرضي السرطان في بلدي السودان . لان هنالك ترهل بامتياز في البعثات الدبلوماسية  كل بعثه دبلوماسيه بها سفير وقنصل ووزير مفوض وملحق عسكري وملحق ثقافي وملحق إداري وضابط جوازات بالإضافة إلي الكتيبة الأمنية التي تهتم بالتلصص علي السودانيين بدقة . وأي واحد من طاقم السفارة المذكورين   تقابله قصور وسيارات وزوجات .... علي الرغم من أن شعب السودان  في المركز و الأقاليم يموت جوعا ولحم الضأن تأكله  الكلاب .

                                             وغداً سنطرد الشؤم،،،،

 مدونة طليعة السودان الحره:www.pioneermanhal.blogspot.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق