بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 26 يوليو 2011

حرب العملات حاضرة في حلبة الصراع بين جمهوريتي السودان و جنوب السودان.

بقلم : محمد أحمد منهل . 
    الاختلافات  والصراعات بين جمهورية السودان وجمهورية جنوب السودان الوليدة ستظل متواصلة وكل مره تأخذ شكل مختلف . با اختلافها هي وباختلاف المتشاكسين . هذه المرة تأخذ شكل المال . وبدأت هذه المشكلة  قبل الانفصال علي حد قول السيد / محمد خير الزبير محافظ بنك السودان  وهو  يتهم حكومة الجنوب بأنها جهزت عملتها قبل الانفصال علي الرغم من أن الطرفين اتفقا علي أن يتم تداول  عملة شمال السودان في دولة الجنوب الجديدة لمدة ستة شهور . لكن الحركة الشعبية لم تهتم لهذا الاتفاق ،وواضح هنا دور المستشارين العالميين لان معروف قانونيا وعلميا بعدم جدوى  تداول عملة واحدة في دولتين. لكن النقطة هذه أثبتت غباء المؤتمر الوطني بشكل جلي . ويقول الخبراء أن الجنوبيين فكروا في طباعة عملتهم منذ فتره طويلة قبل الانفصال لذلككانت جاهزة وتم تداولها بعد 18 يوم من إعلان استقلالهم. ويقول السيد / محافظ بنك جنوب السودان المركزي  السيد / أليجا ملوك  ان قيمة عملتهم الجديدة هي نفس قيمة الجنية السوداني الموجود في الشمال . وأفاد الخبراء إن قيمة الجنية الجديد في الجنوب ستقل بعد تداول العملة الجديدة في الشمال  ، لان الجنوب ليس له لديه احتياطي من النقد الأجنبي وليس لديه إنتاج فبتالي العملة ستقل بانعدام النقد الأجنبي والإنتاج . وتفيد الأخبار بان الكتلة النقدية من الجنية السوداني الموجودة في الجنوب تبلغ 2 مليار جنيه سوداني ما تعادل (700 مليون دولار ) . والفكرة الأساسية للمؤتمر الوطني لإسراعه في تغيير عملته هي  أن  يضيع الفرصة علي الجنوبيين من تغيير عملتهم القديمة عن طريق ارجاعها لتغييرها في الشمال . المؤتمر الوطني الان  نشر قواته في الحدود بين الشمال والجنوب  حتى  لا يسمح لآي كتلة نقدية من الدخول للشمال ، وهذا تحت إشراف من وزير الدفاع نفسه الذي قام بزيارات في الأسابيع المنصرمة إلي الحدود بين ولاية النيل الأبيض والجنوب ، وهنالك احتمال وارد وهو ربما يكون الجنوبيين غيروا  العملة الجديدة الموجودة بحوزتهم إلي الدولار وموجودة عندهم كنقد  أجنبي الآن . علي الرغم من أن المؤتمر الوطني يتهم الحركة الشعبية بأنها  نقضت الاتفاقية التي بينهما بخصوص العملة. الا  أن  العملة الجديدة التي بدأ تداولها في شمال السودان مؤرخه بشهر يونيو أي قبل الانفصال فهذا أيضا يدلل علي أن المؤتمر الوطني أيضا كان جزء من التفكير (المبيت ) وكان له نفس  الخطة . لكن يبدو إن الجنوبيين كانوا سريعين في التنفيذ . وصرح السيد محافظ بنك السودان الدكتور/ محمد خير الزبير بأنه لا يمانع في أن يتم تغيير العملة النقدية الموجودة في الجنوب وفق الضوابط والمنافذ القانونية لكن الجنوبيين يفهمون هذا التصريح الخبيث  بأنه يظهر خلاف ما يبطن قد يكون القصد منه أن يضعف من اهتمام الجنوبيين  بتهريب العملة للشمال لتغييرها بالعملة الجديدة أو تغييرها  بالدولار . كما يمكن أن يكون القصد منه وسيلة للحصول علي النقد من  الجنوبيين وبتالي يتحكمون في الجنوبيين بقيمة الصرف أو فترة الدفع .  وهنا سيكون سؤال منطقي ينتظر الاجابه . ما مصير التجار الشماليين الموجودين في الجنوب ؟ هل ستغير حكومة الشمال النقد الموجود عندهم أم  لا ؟ فا ذا كانت الإجابة نعم سيتم استبدال العملة الموجودة عندهم  . الم يكن هذا مفتاح أن يحصل التجار الشماليين علي كل عملة الجنوب أو معظمها با اعتبارها ملكهم؟ عن طريق اتفاق يكون مبرم بينهم وبين الحركة الشعبية  وخاصة انهم سيوافقون علي شروط الحركة الشعبية و(حكومة الجنوب) ولا يستطيعون النصب عليها لان لهم ثروات كبيرة في الجنوب من اصول ثابته ومتحركة واستثمارات مختلفة .. وبهذه الطريقة يكون الجنوبيين قد حلوا مشكلة النقد الموجود عندهم ،
   صراع العملات إلي الآن هو موجود علي مستوي الحكومات لكن ضرره سيطال المواطن لا محالة  والتغيير السريع للعملة في الشمال كلف خزينة الدولة (40 مليون يورو) هذا من غير نفقات لجان إجازة العملة والمصممين (والكميشينات للكبارات ) هذا بالإضافة إلي إن التغيير السريع  للعملة يجعل من إمكانية تزويرها نسبة عالية ومن  المعروف أن السودان له سجل قوي جدا في تزوير العملة  كقوة سجله في حوادث الطيران ونقض الاتفاقيات .( وما قصة  صلاح قوش با امتلاكه لماكينات ليزر لطباعة العملة ببعيدة عن الأذهان ) وصلاح قوش  معروف عنه انه لا يطبع العملة ويقوم بتسويقها لكن  عندما يطلب مبلغ ويواجهه طلبه بالرفض أو التغيير . حينها يقوم بطباعة المبلغ المطلوب أو يزيد. لذلك كانت ماكينات الليزر تجد صعوبة كبيرة جدا في دخولها  للسودان  وكان علي أصحاب المطابع ومراكز الخدمات الاعلانية  الذين  يوردون ماكينات الليزر  لابد لهم من تصديق من جهاز الأمن وبتالي تفرض متابعه أسبوعية علي صحاب الماكينة عن طريق كرت الذاكرة التي يحتفظ بكل ما تطبعه الماكينة . ( جهاز الامن  كان  لازم يعمل كدا لانو  عارف امكانيات  المكنة الخطيرة( كيييييييييف  ما لانو  مجرب  وضايق  الحلاوه ...) . يُحكي أن أمس الاول  الأحد الموافق 24/7/2011م بدأ التداول الفعلي للعملة في الشمال من فئة الخمسين/ العشرين/ العشرة . وطبعا دي خطوه مهمة لانو دي الفئات الكبيرة لكن  ما زالت الفئات الصغيرة قيد التداول ولانو دي لو جمعت من كل المواطنيين  لا تساوي المبلغ الموجود في الجنوب فبتالي قد تقلل هذا الخطوه من تغيير الجنوبيين لنقدهم في الشمال  لكن  حتي  الان المواطن لم يتعرف علي العملة الجديدة او  لم تمر علي يديه في  الشارع  لان معروف ان المواطن هو صاحب الجنيه والجنيهين وقليل من الخمسة جنيهات فبتالي الفئات الكبيرة هو ليس من ملاكها  ...
 مدونة طليعة السودان الحرة :www.pioneermanhal.blogspot.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق